الاخبار الزائفة  fake news  ظاهرة عالمية عرفت أوجها مع التقدم التكنلوجي والرقمي واصبحت مواقع التواصل الاجتماعي البيئة الحاضنة للاشاعات والاخبار الزائفة ، غير أن هذه الظاهرة تقل حدتها في البلدان المتقدمة نظرا لاعتبارات ثقافية وسوسيولوجية تجعل من انتشارها محدودا بينما تنتشر بشكل واسع في بلدان العالم الثالث والمغرب طبعا لا يستثنى من هذا الأمر .

في تقديري الخاص اجد أن انتشار الاخبار الزائفة يتغدى اساسا من " الجهل الرقمي " و " الأمية التكنلوجية " لشريحة واسعة من المواطنين ومع كامل الأسف يستغل هذا الجهل وهذه الأمية في احايين كثيرة من طرف مؤسسات اعلامية شبه رسمية وجرائد رقمية من اجل توسيع قاعدة زوارها ومشتركيها ولتحقيق نسب مشاهدات عالية ... على كل حال وأي كان الهدف نتفق جميعا أن استغلال المواطنين بعانوين الفضائح والأخبار الزائفة هو ضرب لمصداقية الصحافة والاعلام من جهة وانتقاص من نبل رسالتها و حياديتها .. ونتفق أيضا ان نشر وتقاسم الاخبار الزائفة والاشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع هو نقطة سلبية مظلمة تشير الى اما لوجود خلل  في الثقافة الرقمية لمستعملي لوسائل التواصل الاجتماعي، أو لضعف التواصل المؤسساتي بالصيغة الحالية التي تبدو تقليدية جدا ومتجاوزة ، أو للسببين معا .

ان الرهان اليوم هو رهان تربية وتنشئة وتجديد : علينا اليوم اكثر من اي وقت مضى وبالنظر الى التحولات الرقمية وسرعة انتشار الاخبار وتداول المعلومات أن نفكر بتسليح ابناءنا بتقنيات البحث السليم عن المعلومة ودقتها وصحتها (الاستعلام الذاتي ) من خلال البرامج الدراسية والحملات التحسيسية بالوسط المدرسي والجامعي ، وعلى من بيدهم القرار في مختلف القطاعات تكريس حق الوصول الى المعلومة بيسر وسلاسلة واعادة النظر في طرق التواصل المحتشمة والتقليدية وتجديدها بما يناسب جيل اليوم ( اقتحام مواقع التواصل الاجتماعي وتنشيط الفضاءات الرسمية الافتراضية بلغة الشباب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ) هذه الخطوات قد تكون خطوة اولى لبناء الثقافة الرقمية السليمة والمواطنة الكفيلة بمحاربة الاخبار الزائفة وسيقلل حتما من تداولها .