نتائج‭ ‬الاستشارة‭ ‬المواطِنة‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬الرقمية‭ ‬‮«‬أشارك‮»‬‭ ‬حول‭ ‬‮«‬تدبير‭ ‬الأزمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجفاف‮»‬

CESE نشرت من طرف CESE, في الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

في‭ ‬إطار‭ ‬إعداد‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للمجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي‭ ‬برسم‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬خصص‭ ‬المجلس‭ ‬الموضوع‭ ‬الخاص‭ (‬focus‭) ‬لهذا‭ ‬التقرير‭ ‬لموضوع‭ ‬تدبير‭ ‬الأزمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجفاف‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أطلق‭ ‬المجلس‭ ‬استشارة‭ ‬مواطنة‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬أشارك‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬24‭ ‬ماي‭ ‬و17‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬لاستقاء‭ ‬آراء‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬وتمثلاتهم‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭. ‬وقد‭ ‬تفاعل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬الإنترنت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وتقدم‭ ‬الخلاصات‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬لمحة‭ ‬عامة‭ ‬حول‭ ‬تمثلات‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬بشأن‭ ‬إشكالية‭ ‬الجفاف‭ ‬بالمغرب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تقييمهم‭ ‬للتدابير‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدبير‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدتها‭. ‬وتساهم‭ ‬إجابات‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬وآراؤهم‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬أثر‭ ‬مختلف‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬على‭ ‬الساكنة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬لوضعية‭ ‬الجفاف‭.‬

وقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬التفاعلات‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬11486‭ ‬تفاعلا،‭ ‬منها‭ ‬570‭ ‬إجابة‭ ‬على‭ ‬الاستبيان‭ ‬المطروح‭.‬

خصائص‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين

ينتمي‭ ‬غالبية‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستشارة،‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬570‭ ‬شخصاً،‭ ‬إلى‭ ‬الوسط‭ ‬الحضري،‭ ‬حيث‭ ‬يمثلون‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬83‭.‬85‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬القروية‭ ‬سوى‭ ‬16‭.‬15‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬إشكالية‭ ‬الجفاف‭ ‬تعتبر‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمجموع‭ ‬الساكنة،‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الفئات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬وثيق‭ ‬بالمجال‭ ‬الفلاحي‭.‬

  وبالنسبة‭ ‬لتوزيع‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستبيان‭ ‬حسب‭ ‬الجنس،‭ ‬يشكل‭ ‬الرجال‭ ‬ضعف‭ ‬النساء‭ ‬تقريباً،‭ ‬حيث‭ ‬يمثلون‭ ‬نسبة‭ ‬65‭.‬23‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬مقابل‭ ‬34‭.‬77‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬

 

ويشكل‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬34‭ ‬سنة‭ ‬حوالي‭ ‬ثلثي‭ (‬61.22‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭. ‬ويتطابق‭ ‬توزيع‭ ‬المشاركين‭ ‬حسب‭ ‬السن،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬وارد‭ ‬بالتفصيل‭ ‬في‭ ‬الرسم‭ ‬البياني‭ ‬أدناه،‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬توزيع‭ ‬المشاركين‭ ‬حسب‭ ‬الفئة‭ ‬السوسيو‭ ‬مهنية‭. ‬وتتشكل‭ ‬غالبية‭ ‬المستجوَبين‭ ‬من‭ ‬الأطر‭ (‬41.12‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬والطلبة‭ (‬35.08‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬4‭ ‬مشاركين‭ ‬فقط‭ ‬صرحوا‭ ‬بأنهم‭ ‬يزاولون‭ ‬عملهم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭.‬

 

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المشارِكات‭ ‬والمشاركين‭ ‬يمثلون‭ ‬جهات‭ ‬المملكة‭ ‬الاثنتي‭ ‬عشرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬المستجوَبين‭ ‬يتمركزون‭ ‬في‭ ‬محور‭ ‬الرباط‭ - ‬سلا‭ - ‬القنيطرة‭. ‬كما‭ ‬مثلت‭ ‬جهة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭-‬سطات‭ ‬لوحدها‭ ‬نسبة‭ ‬16‭.‬32‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭.‬

التمثلات‭ ‬بشأن‭ ‬الأزمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجفاف

يربط‭ ‬غالبية‭ ‬المستجوَبين‭ ‬الجفاف‭ ‬بنقص‭ ‬التساقطات‭ ‬أو‭ ‬تأخرها‭ (‬68.94‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬وصعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬ومنتظم‭ (‬63.85‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬توفر‭ (‬35‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬والولوج‭ (‬36.66‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬إلى‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬والغذائية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭. ‬وتُجمِع‭ ‬غالبية‭ ‬المستجوَبين‭ (‬94.35‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬على‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭. ‬وأكدت‭ ‬التعليقات‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خطورة‭ ‬الوضعية‭ ‬والحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تداعياتها‭.‬

 

صرح‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ (‬60.90‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬بأنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لتداعيات‭ ‬الجفاف‭. ‬وأفاد‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬نصف‭ ‬المشاركين‭ ‬بقليل‭ (‬57.03‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬بوجود‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬أو‭ ‬الغذائية‭ ‬بسبب‭ ‬الجفاف‭. ‬واعتبر‭ ‬20‭.‬63‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المستجوَبين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الطبيعية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬بينما‭ ‬سجل‭ ‬36‭.‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬تراجعاً‭ ‬في‭ ‬قدرتهم‭ ‬الشرائية‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬نتيجة‭ ‬الجفاف‭. ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ربع‭ ‬المستجوبين‭ (‬25.61‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬أفادوا‭ ‬بأنهم‭ ‬يواجهون‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الماء‭.‬

ترى‭ ‬فئة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المستجوبين‭ ‬أن‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬يزداد‭ ‬حدة‭ ‬بفعل‭ ‬الاستهلاك‭ ‬غير‭ ‬المسؤول‭ (‬71.22‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬وغير‭ ‬القانوني‭ (‬69.12‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬للموارد‭ ‬المائية‭. ‬ويأتي‭ ‬سقي‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء‭ ‬والملاعب‭ ‬الرياضية‭ (‬45.08‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬وسقي‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلاحية‭ (‬47.36‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬المشاركون‭ ‬أنها‭ ‬تفاقم‭ ‬إشكالية‭ ‬الماء‭ ‬بالمغرب،‭ ‬متقدّمة‭ ‬بفارق‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أخرى‭ ‬كالسياحة‭ (‬32.63‭ ‬في‭ ‬المائة‭) ‬والصناعة‭ (‬32.63‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬كما‭ ‬تُجمع‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬تمَّ‭ ‬الإدلاء‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬التوصية‭ ‬بتقييد،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬منع،‭ ‬الزراعات‭ ‬التي‭ ‬تستهلك‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬والموجهة‭ ‬نحو‭ ‬التصدير،‭ ‬لاسيما‭ ‬الأفوكادو‭ ‬والبطيخ‭. ‬كما‭ ‬تمت‭ ‬التوصية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬بالتقليص‭ ‬من‭ ‬سقي‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء‭ ‬أو‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية،‭ ‬وخاصة‭ ‬ملاعب‭ ‬الغولف،‭ ‬واستعمال‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬المعالجة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أعرب‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬المستجوَبين‭ ‬عن‭ ‬قلقهم‭ ‬بشأن‭ ‬انخفاض‭ ‬حجم‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬المتاحة‭ ‬أو‭ ‬القابلة‭ ‬للاستعمال،‭ ‬بسبب‭ ‬هدر‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬التوزيع‭ (‬45.43‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬تلوث‭ ‬المياه‭ (‬43.15‭ ‬في‭ ‬المائة‭).‬

 

تقييم‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتخذة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدبير‭ ‬الجفاف‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬تداعياته

جاء‭ ‬دعم‭ ‬التزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بأعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الرضا‭ ‬لدى‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ (‬78.36‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإدلاء‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وأشار‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب‭ ‬المتاحة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أجمع‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاستشارة‭ ‬على‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬تكتسيها‭ ‬سياسة‭ ‬السدود،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬فكرة‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية‭ ‬أو‭ ‬اقتراح‭ ‬بناء‭ ‬سدود‭ ‬كبرى‭ ‬أو‭ ‬تلية‭. ‬كما‭ ‬طرح‭ ‬المشاركون‭ ‬فكرة‭ ‬استغلال‭ ‬نفاد‭ ‬مخزون‭ ‬بعض‭ ‬السدود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القيام‭ ‬بأشغال‭ ‬إزالة‭ ‬الأوحال‭ ‬من‭ ‬السدود‭ ‬المعنية‭. ‬وجاءت‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬باعتبارها‭ ‬الوسيلة‭ ‬الثانية‭ ‬الأكثر‭ ‬وروداً‭ ‬في‭ ‬تعليقات‭ ‬المشاركين،‭ ‬مع‭ ‬ربطها‭ ‬بضرورة‭ ‬استخدام‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الخضراء‭ ‬والاقتصادية‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬كانت‭ ‬الآراء‭ ‬أكثر‭ ‬حذراً‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمعالجة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة،‭ ‬حيث‭ ‬شدد‭ ‬المشاركون‭ ‬الذين‭ ‬يؤيدون‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬مواكبته‭ ‬بعمليات‭ ‬مراقبة‭ ‬صحية‭ ‬صارمة،‭ ‬كما‭ ‬اقترحوا‭ ‬تخصيص‭ ‬المياه‭ ‬المعبأة‭ ‬بهذه‭ ‬الوسيلة‭ ‬لاستعمالات‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬سقي‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء‭. ‬وجاء‭ ‬تجميع‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬أسفل‭ ‬الترتيب،‭ ‬مباشرة‭ ‬قبل‭ ‬تلقيح‭ ‬السحب‭.‬

وجاءت‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬ترشيد‭ ‬استعمال‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬برضا‭ ‬المستجوبين‭ ‬بشأن‭ ‬تدبير‭ ‬الأزمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجفاف‭. ‬وهكذا،‭ ‬شكل‭ ‬تقليص‭ ‬حصة‭ ‬الماء‭ ‬الموجه‭ ‬للسقي‭ ‬74‭.‬36‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الآراء‭ ‬الإيجابية،‭ ‬يليه‭ ‬منع‭ ‬استعمال‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ (‬71.60‭ ‬في‭ ‬المائة‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬محاربة‭ ‬هدر‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬التوزيع‭ (‬70.96‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬وجاءت‭ ‬التعليقات‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المنوال،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لتقنين‭ ‬وترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬الماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفلاحي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المنزلي‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعليقات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالزراعات‭ ‬التي‭ ‬تستهلك‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه،‭ ‬أوصى‭ ‬المشاركون‭ ‬بتعزيز‭ ‬تقنيات‭ ‬السقي‭ ‬بالتنقيط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للتقنيات‭ ‬التقليدية‭ ‬لتجميع‭ ‬المياه‭ ‬وتوزيعها،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬‮«‬الخطارات‮»‬‭.‬

وحظيت‭ ‬إجراءات‭ ‬الدعم‭ ‬الموجهة‭ ‬للفلاحين‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الرضا‭ ‬لدى‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬بلغت‭ ‬72‭.‬42‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإجراءات‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدات‭ ‬المباشرة،‭ ‬و70‭.‬95‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتأمين‭ ‬الفلاحي‭. ‬وتؤكد‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإدلاء‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬تقييم‭ ‬معمق‭ ‬للسياسات‭ ‬الفلاحية‭ ‬الحالية‭ ‬وحتى‭ ‬السابقة،‭ ‬وإحداث‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬النموذج‭ ‬الإنتاجي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬نماذج‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬البيئية‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي،‭ ‬وعلى‭ ‬صون‭ ‬مصالح‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

وجاءت‭ ‬آراء‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬حول‭ ‬الحملات‭ ‬التحسيسية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬الماء‭ ‬أكثر‭ ‬تبايناً‭ (‬61.11‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬وتجمع‭ ‬التعليقات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬جهود‭ ‬التحسيس،‭ ‬مع‭ ‬الإقرار‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬يتطلب‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬لإحداث‭ ‬تغييرات‭ ‬ثقافية‭ ‬وسلوكية‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين،‭ ‬وبما‭ ‬يُمَكِّن‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المستقبلية‭. ‬وتؤكد‭ ‬مساهمات‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استحضار‭ ‬تراثنا‭ ‬الثقافي‭ ‬والديني‭ ‬الغني‭ ‬بالمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬علاقتنا‭ ‬بالطبيعة‭ ‬وبمواردها‭. ‬وأوصى‭ ‬المواطنون‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بتنويع‭ ‬قنوات‭ ‬التحسيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استهداف‭ ‬جميع‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬البعد‭ ‬التربوي‭. ‬كما‭ ‬سلطت‭ ‬مساهمات‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬الضوء‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬التحسيس‭ ‬بالتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬والرهانات‭ ‬البيئية‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬أبدى‭ ‬غالبية‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬تحفظهم‭ ‬بشأن‭ ‬وقف‭ ‬التزويد‭ ‬بالماء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ (‬68.55‭ ‬في‭ ‬المائة‭). ‬كما‭ ‬سلطت‭ ‬التعليقات‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬ضمان‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬اعتبرت‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬ألا‭ ‬تستفيد‭ ‬الجماعات‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬السدود،‭ ‬إما‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬كافٍ،‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬المائية‭.‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬محاربة‭ ‬هدر‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬توزيع‭ ‬الماء،‭ ‬فقد‭ ‬أعرب‭ ‬38‭.‬33‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المستجوبين‭ ‬عن‭ ‬رضاهم‭ ‬التام‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء،‭ ‬يليه‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬التزويد‭ ‬بالماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشرب‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بنسبة‭ ‬مرتفعة‭ ‬من‭ ‬الرضا‭ ‬لدى‭ ‬المستجوبين‭ ‬بلغت‭ ‬35‭.‬13‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬كانت‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬تقليص‭ ‬حصة‭ ‬الماء‭ ‬الموجه‭ ‬للسقي‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬تبايناً،‭ ‬حيث‭ ‬صرح‭ ‬39‭.‬65‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المستجوبين‭ ‬بأنهم‭ ‬راضون‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭.‬

 

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬طُلب‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬والمشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستشارة‭ ‬ترتيب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬حسب‭ ‬أهميتها‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المستجوبين‭ ‬أقروا‭ ‬بأن‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يضطلع‭ ‬بدور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬شددوا‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجماعية‭ ‬للمجتمع‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬إشكالية‭ ‬الجفاف‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أولى‭ ‬المستجوبون‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬للتدابير‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تشجيع‭ ‬الزراعات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه‮»‬،‭ ‬يليها‭ ‬‮«‬إشراك‭ ‬مجموع‭ ‬الفاعلين‭ ‬بالمجتمع‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الماء‮»‬‭.‬

وجاءت‭ ‬القضايا‭ ‬المؤسساتية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬‭ ‬تعزيز‭ ‬تجانس‭ ‬البرامج‭ ‬القطاعية‭ ‬التنموية‭ ‬‮«‬‭ ‬و‮»‬‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الوقاية‭ ‬والاستباق‮»‬‭ ‬في‭ ‬المرتبتين‭ ‬الثالثة‭ ‬والرابعة‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬اختيارات‭ ‬المستجوبين‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أكدت‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإدلاء‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التنفيذ‭ ‬الدقيق‭ ‬لتوجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إرساء‭ ‬انخراط‭ ‬مسؤول‭ ‬وشفاف‭ ‬وفعال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬المعنيين‭ ‬بالتنزيل‭ ‬المندمج‭ ‬والمنسق‭ ‬للبرامج‭ ‬والسياسات‭ ‬العمومية‭. ‬وفضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬أوصى‭ ‬المشاركون‭ ‬بوضع‭ ‬واعتماد‭ ‬ميثاق‭ ‬خاص‭ ‬بتدبير‭ ‬الماء‭.‬

يجب عليك تسجيل الدخول لتنفيذ هذا الإجراء.

الدخول

اشتراك