Fassi Anas

إصلاح التعليم بإصلاح مناخه

SOCIAL

منذ سنوات عديدة و نحن نسمع عن إصلاح التعليم. و يعترف الجميع في النهاية بأن التعليم لازال في حاجة إلى الإصلاح . أعتقد أن شيء واحد يجب إصلاحه فيصلح كل شيء. هذا الشيء هو مناخ التعليم. كيف نخلق مناخ يجعل التلاميذ يحبون من قلوبهم الدراسة. إذا انتجنا هذا المناخ لا داعي لإصلاحات أخرى. المدرسة و المناهج الدراسية و طرق التدريس كئيبة جدا. لا أحد في الدنيا يحب الكآبة. لا يوجد تلميذ يحب المدرسة، حتى لو كان من أكبر المجتهدين. يذهب التلاميذ إلى المدرسة إرضاء لوالديهم و لو تركوا لأنفسهم لما ذهب أحد. يحب كل الناس الأشياء المفرحة المسلية الممتعة و يتهرب الجميع من الأشياء الكئيبة المضجرة. المدرسة اليوم هي مكان مضجر كئيب لا يحب أحدا أن يذهب إليه. إصلاح التعليم يمر من هنا. كيف نجعل القسم فضاء مفرحا. كيف نجعل المنهج أقل كآبة. كيف نجعل المعلم شخص مفرح و محبوب. هذا هو الإصلاح المطلوب.  التلاميذ الذين طردوا مؤخرا من المدرسة، لأنهم قاموا بأعمال لا تليق بحرمة القسم، هم أطفال أذكياء لهم خيال. استطاعوا، عن علم او غير علم، أن يثيروا انتباه الرأي العام إلى ظرورة خلق المتعة في التعليم. هؤلاء الأطفال المطرودين استطاعوا، و لو لبضع دقائق خلق جو من الفرحة و التسلية داخل القسم. لا تهمني الطريقة، تهمني الفكرة. لا أعتقد أن هناك في القسم من لم يتمتع خلال دقائق بجو التسلية الذي خلقه هؤلاء التلاميذ بما فيهم المعلم. بعد سنين، حينما تنسى أغلب المعطيات المتعلمة، سيتذكر هؤلاء التلاميذ بفرح هذه الاحذاث و سيحكونها لابنائهم و ربما حفدتهم. الأشياء المفرحة لا تنسى بينما تنسى الدروس الكئيبة في وقت وجيز. لا أشجع على الشغب و لكن أتمنى أن تتحول مدارسنا إلى أماكن يحب الناس الذهاب إليها فيصبح التعليم ناجحا بكل المقاييس. قبل ستين سنة كتب بوكماخ سلسلة القراءة ( إقرأ ) و جعل نصوصها بسيطة مفرحة. بعد ستين سنة لا زلنا نتذكر بفرح تلك النصوص. اسألو أبناءكم هل يتذكرون نصوص السنة الماضية. حتما لا. لماذا لأنها تخلو من الفرحة و البساطة و تدعو للغثيان من شدة كآبتها. لذلك لا تكلفوا المكتئبين بإصلاح التعليم فلن يزيدوه إلا كآبة، و حتى شي قط مكيهرب من دار الفرح. على المدرسة ان تصبح دار الفرح

1 Commentaire(s)

Vous devez être connecté pour réaliser cette action.

Connexion

Inscription